
أبرز العناوين التي طالعتنا بها الصحف الايرانية الصادرة في طهران اليوم: "مصر الى اين"، "القاتل لا يحاور ولا يتحاور"، "امريكا والعودة الى عسكرة المنطقة"، و"السعودية ومقاومة التغييرات".
مصر الى اين
تحت عنوان "مصر الى اين" قالت صحيفة (سياست روز): في الذكرى الخامسة للصحوة الاسلامية وثورة الشعب المصري على نظام الدكتاتور مبارك، ومن خلال مسيرة التحولات في مصر، يتبين بان اهداف الثورة لم تتحقق بدليل عدم اقامة النظام الشعبي الديمقراطي الذي طالب به الشعب المصري، وان اجواء التوتر والاضطراب لاتزال تخيم على مصر. والسؤال المطروح هو لماذا لم يتمكن الشعب المصري من المحافظة على ثورته وانحدرت الاوضاع في مصر الى الاسوأ كالذي هي الان عليه.
وتضيف: لاشك ان النقطة البارزة في هذا المجال هي الخطأ في سلوكيات المجتمع المصري. فابرز عوامل انجاح الصحوة الاسلامية هي محاربة الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي والسعي لتنفيذ احكام الشريعة الاسلامية في كافة مفاصل واركان المجتمع. وهي مبادئ اكد عليها الشعب المصري ابان ثورته الا ان ما حصل وتسبب بانحراف الثورة هو ان الشعب المصري تماهل ولم يقف بوجه التدخلات الخارجية. وبدلا من تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، التزم طريق الاخوان المسلمين الذين لم يحترموا مطاليب الشعب من خلال عدم قطع العلاقة مع امريكا والسعودية والصهاينة. مما دفع بالغرب ليخطط لمواجهة الصحوة الاسلامية، ودفع بالامور الى المزيد من التوترات لتنتهي بسقوط مرسي وسيطرة السيسي على مفاصل الحكم بانقلاب عسكري في مصر.
واليوم وبعد مرور عامين على سقوط مرسي وتخطيط حكومة السيسي لازاحة الحركات الثورية عن الطريق، تدخل مصر في دائرة من الابهام يهدد مستقبلها. وما سينقذها من هذا المأزق هو تحرك الشعب المصري بالاعتماد على قواه الذاتية ويستلهم من تجاربه السابقة ويثور في اطار الصحوة الاسلامية من جديد.
القاتل لا يحاور ولا يتحاور
تحت عنوان "القاتل لا يحاور ولا يتحاور" قالت (كيهان العربي): لاشك ان انتصارات الجيش والشعب السوري في معركته ضد الارهاب والارهابيين المدعومين امريكيا وصهيونيا وسعوديا، قد وضعت الداعمين في موقف صعب ومحرج جدا، ومن الطبيعي جدا ان واشنطن والرياض على الخصوص لا يمكن ان تساهما او تشاركا مشاركة حقيقية في مشروع حل الازمة السورية بالطرق السلمية لانهما هم الجزء الاكبر من هذه الازمة من تحشيد وتجهيز المجموعات الارهابية وباتجاه واحد وهو ممارسة القتل والتدمير ولا غير، والسؤال المهم الان هو، هل يمكن للذين لا يفقهون سوى لغة القتل والتدمير ان يذهبوا الى اختيار اسلوب الحوار والنقاش؟، لذا فمن البديهي انهم واسيادهم يحاولون افشال اي مسعى يبذل للوصول بالازمة السورية الى الحل السياسي، من خلال وضع العراقيل والشروط التعجيزية المختلفة خلافا لما تعمل عليه الاطراف الدولية.
واليوم ولما كان العالم اجمع يتطلع الى مؤتمر جنيف في ايقاف نزيف الدم السوري من خلال اتفاق جميع الاطراف السورية نحو الحل السلمي والذهاب الى حكومة انتقالية، نجد ان اعداء الحل السلمي وعشاق الدماء السعوديين والامريكيين قد وضعوا العراقيل امام انعقاد هذا المؤتمر وذلك بان يكون للقتلة مقعدا على طاولة الحوار، والذي واجه رفضا قاطعا من جميع الاطراف خاصة المعارضة المعتدلة لانه لا يمكن ان يقبل عاقل في هذه الدنيا ان يجتمع الجلاد والضحية على طاولة واحدة.
أمريكا والعودة الى عسكرة المنطقة
تحت عنوان "امريكا والعودة الى عسكرة المنطقة" قالت صحيفة (جوان): بعد فشل سياسة العسكرتارية التي اعتمدها سلفه بوش، وعجزه عن تنفيذ الوعود التي اطلقها في حملته الانتخابية بالخروج من افغانستان والعراق، يخطط الرئيس الامريكي اوباما اليوم للعودة الى عسكرة المنطقة والعالم. وذلك بذريعة محاربة الارهاب وعصابات "داعش" التي لم تتمكن من تنفيذ المآرب الامريكية، رغم المساعدات اللوجستية والمالية والتسهيلات التي قدمتها تركيا وقطر والسعودية والامارات لهذه العصابات. وفي هذا الاطار تسعى واشنطن وعبر لندن وباريس التي اسست غرفة للعمليات في بلغاريا لتجنيد التكفيريين في سوريا والعراق لارسالهم الى مناطق اخرى تصنفها واشنطن في اطار ستراتيجياتها الامنية والاقتصادية والجيوسياسية.
وتضيف: من ابرز المناطق التي تخطط امريكا ارسال العصابات الارهابية اليها هي افغانستان لتوسيع الارهاب منها الى اسيا الوسطى. وهذا ما يتضح اليوم في انتشار عصابات "داعش" في افغانستان بشكل اسرع مما كان متوقعا، لتشكل بالتالي ذريعة بيد امريكا لارسال قواتها الى افغانستان من جديد بمساعدة ما يسمى بـ"الائتلاف العربي ضد الارهاب"، ودعم واسناد عسكري من بريطانيا وفرنسا، وتبدأ بعدها امريكا بالتخطيط لايجاد المشاكل لكل من ايران وروسيا والصين والهند الى حد ما. اي انه وبعد فشل الرجعية العربية في تنفيذ المأرب الامريكية الصهيونية، تحاول واشنطن وفي هذه الفترة المتبقية من عمر حكومة اوباما لاشعال فتيل ازمات جديدة، وتشكل عقبات كاداء امام الجمهوريين اذا ما سيطروا على الحكم في امريكا.
السعودية ومقاومة التغييرات
تحت عنوان "السعودية ومقاومة التغييرات" قالت صحيفة (خبر الالكترونية): يتصور قادة السعودية الذين يفتقدون للتجربة السياسية الكافية لمواكبة النظام العالمي بانهم ومن خلال الابتعاد عن السياسات التقليدية لاسلافهم، قادرون على ادارة التحولات المتسارعة في داخل البلاد وخارجها. فهم يتناسون بانهم وفي احسن الاحوال ستسعفهم احتياطياتهم المالية لفترة وجيزة فقط. فمشكلة النظام السعودي هي عدم قبولهم بالامر الواقع والتحولات التي تجري من حولهم سواء في الداخل او الخارج. وانهم يواجهون اليوم ازمة الشرعية في النظام، والتي تشكل تحديات كبرى لاركان نظام العائلة الحاكمة القبلي. كما ان الهيكلية السياسية للمنطقة لم تعد كما كانت في العقود السابقة. فالمعارضة في السعودية تطالب بحقوقها المدنية، كما هو الحال في البحرين. لذا فان قيام النظام السعودي بتوجيه التهم للمعارضة بارتباطها بالخارج ليس فقط لن يخدم النظام بشيء فحسب، بل انه سيزيد من عزلته في الداخل والخارج وباسرع ما يمكن.
وتضيف الصحيفة: ان منطق العقل يحكم بان يقوم النظام السعودي بتنظيم اموره مع الواقع الموجود. وعلى هذا النظام ان يعلم بانه لا يمكنه ان يتحكم باوضاع المنطقة، وسيبقى عاجزا عن تحقيق ذلك كما عجز اسلافهم من قبل. وكل ما يمكن لهذا النظام ان يقوم به اليوم هو ممارسة دورا تخريبيا. وان كل مخططاته ستذهب ادراج الرياح، وتزيد من سرعة التحولات في الداخل والخارج.