مشاركات " مصابيح وضلال " ليزيد جرجوس كسر الموروث الأدبي في شكل عصري خاص توب نيوز

" مصابيح وضلال " ليزيد جرجوس كسر الموروث الأدبي في شكل عصري 
خاص توب نيوز 

بالرغم من أن كتاب “مصابيح وظلال” باكورة أعمال يزيد جرجوس الصادرة عن مؤسسة توتول للطباعة والنشر والتوزيع إلا أنه يحمل في طياته خلاصة تجربة فكرية وأدبية سمحت للكاتب بتقديم جرعات فكرية مركزة يطغى عليها صوت العقل عبر ثمانين صفحة من القطع المتوسط بدأ من تعريف غلافه بالمضمون  كرؤى إنسانية حتى أخر عبارة في الكتاب "هل تَضيقُ الحقيقة بالبراهين أم أنَّها مُتخمةٌ بها! " ليأخذ القارئ في مقاربات عقلانية وفكرية تقلب الموروث الفكري واللغوي في الكثير من الأحيان في قضايا سياسية ووطنية وسياسية وحتى العاطفية ليقدم رؤية جديدة في الافكار تستحق الوقوف عندها عبر المضمون الفكري والمحاكاة الإنسانية في الكتاب 
العقل والإحساس 
في الحديث عن صوت العقل يقول الكاتب " في الحرب تنطفئ العقول، ليس فقط لدى المُعتدين، ولكن وبكلِ أسفٍ، لدى المُدافعين المُعتدى عليهم أيضاً وفي الحديث عن الدين وانطلاقاً من صوت العقل  في الكتاب نظرة لإنسانية الدين والايمان بشكل عام والسيد المسيح بشكل خاص وصلت لحدود الأنسنة حين يقول إذا كُنْتَ تبحث عن «الله » المنتقم الجّبار، فقد ضَلَلتَ الطَّريق ووصلت إلى داخلك أنت ، وهذا يصحح نظرة سائدة تصور نحو الله  وقوله إذا كان دينُكم هو المذاهبُ والطّوائفُ، فاقتلوا بعضكم لأجلها.. أما إذا كان دينكم هو «الله » فارحموا بعضكم فيه .
يميل الكتاب إلى الجوانب الإنسانية حتى في رؤيته لأنسنة السيد المسيح بقوله " صحيحٌ أنّه لا يُمكننا التّحكمُ بالقدرِ، ولكنّه يمكننا التّحكم بطريقةِ مواجهتهِ، فحتّى المسيح لم يستطع تغيير موته، ولكنّه واجههُ بشجاعةٍ مستحيلة" هذه الرؤية المنفتحة للدين سمحت للكاتب بالنظر للعلمانية من منظور وسطي " بقوله لا يُمكن للعَلماني أن يكون رافِض على التَّواتر فالعَلمانية بحثٌ وفهمٌ وقبول " و " العلماني الرافضي لا يقل خطراً عن المتشدد الرافضي  لذلك فالوسطية مطلوبة في مجتمعاتنا " 
خلال حفل توقيع الكتاب في قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي العربي بحمص وأشار الشاعر حسن بعيتي في دراسة نقدية للكتاب بأنَّه يحمل عبارات ممتعة لا يستنفذها التكرار ولغة تختزن طاقة شعرية وحضور إبداعي للنص بعيداً عن الحرفة اللغوية بتعقيداتها وزركشاتها غنية بالجمال والعمق والبلاغة 
وعن المخاطرة التي يحملها نقد الموروث الشعبي قال بعيتي لتوب نيوز " نقض الموروث بات موضة العصر الحالي ربما السبب معاناة المجتمع كثيراً من سطوة الموروث التي قيدت حركته فبات النقض ردة فعل ربما مبالغ بها في بعض الأحيان وهذا ما يتطلب توازن وعمق ووعي كبير كي لا نميل نحو كل الميل في اتجاه ما ".
بعض من جبران 
الكاتب عطية مسوح ربط بين الكتاب وكتاب “رمل وزبد” لجبران خليل جبران كونه يقوم على القاعدة نفسها قائمة على تجربة حياتية وجد في عباراته خلاصات كنتائج بحث طويلة في ذهن الكاتب ختمها بعبارة موجزة في الكتاب ،ويضمُّ الكتاب بحسب مسوح مزايا عدة أهمّهَا الخروج عن المألوف وتجاوزه من ناحية الشكل أو نوعية الكتابة تجمع بين سمات الشعر كالتكثيف والعمق والكلمات المجازية وخصائص الحكمة وفيها روح فلسفية تلقى بظلالها على النصوص والخروج عن المألوف المتعارف عليه بين الناس إضافة أنَّ الكتاب يحتوي في مضمونه النهاية المفاجأة.
وعن قدرة النص الفكري العقلاني على اختزان المشاعر والأحاسيس قال مسوح لتوب نيوز " هذه سمة ملازمة للشعر فقدامى النقاد قالوا عن الشعر مبنى ومعنى والكتاب يحمل بعض من خصائص الشعر كالتكثيف والطاقة الإيحائية للمفردة والعبارة وهناك خصائص من أجناس أخرى كمقولات فلسفية ونفسية وتوجيهية" وأضاف مسوح "وهذا النمط يلائم هذا الزمان كون القارئ لا وقت لديه لقراءة المطولات الأدبية يحتاج إلى الكثافة والإيجاز والكتابة الوجيزة ستسهم في استعادة الشباب للقراءة ". 
صوت العقل والوسطية 
يرى الكاتب يزيد جروس في حديثه لتوب نيوز بأن صوت العقل قادر على بناء أدب يعبر عن المشاعر في حرفية يعمل بها عبر التعبير عن المشاعر تحت سقف العقل وهي تجربة نادرة في الأدب العربي وأضاف " اول مقولة في الكتاب إذا غلب الهوى فسد الرأي بغضاً أو حباً وهكذا تجربة يصعب تعميها لأن قلة التي ترغب بتحكيم عقلها وهذا لا يعني بالضرورة أن أكون على صح والباقون على خطأ فالدنيا خيارات هناك من يختار الحالة الشعورية وهناك من يفضل إعمال العقل "، وعن قدرة الوسطية العقلانية في رأب الصدع السوري يقول جرجوس " من الحرب التي أعمل عليها في الفكر السياسي الوسطية رأب الصدوع ولم الأطراف كحاجة ماسة للنهوض بأي مشروع وطني خاصة ما بعد الدمار الذي يتطلب لم الأطراف وهذه مدرسة في السياسة تنتهجها القيادة السورية بمحاولة جمع كل الأطراف حول المشروع الوطني ".

2022-10-08
عدد القراءت (981)