سميح التايه: الأفعى السامة والعاصرة في آن
سميح التايه: الأفعى السامة والعاصرة في آن

القوى الخفية العميقة التي تمسك بقوة بالطبقة الحاكمة ، أو التي تطمح الى الحكم في أمريكا ودول الغرب وبالتأكيد في كثير من الدول العربية الآن ، هي كالافعى بنوعيها السامة والعاصرة… أحيانًا تعض بنابيها للقتل الفوري ، وأحيانًا أخرى تقبض على الفريسة وتلتف حواليها وتعصرها عصرًا حتى تقتلها … فهذه القوى هي تكوين من الكوبرا والباثون معًا … مثال صارخ يحدث الآن للكيفية التي تسيطر فيها الصهيونية العالمية على كل حكومات الغرب والكثير من الانظمة في الشرق الاوسط … رئيس وزراء اسبانيا ، بدرو سانشيز ، كان واحداً من أكثر السياسيين الاوروبيين انتقاداً لجرائم القتل الجماعي التي ترتكبها إسرائيل في غزة … اليوم … الرجل يفكر في تقديم استقالته بسبب ظهور ملفات كانت مخبّأةً تطال زوجته بيجونا جوميز ، بارتكاب أعمال ضد القانون ، وممارسات تندرج تحت طائلة الفساد … كل سياسي غربي في أوروبا وفي أمريكا وفي كثير من دول الشرق الاوسط له ملف محفوظ في الخزائن المغلقة … وعليه ان ينصاع بالكامل للرغبات اليهودية الصهيونية … وإلّا … هكذا تسيطر اليهودية والصهيونية على العالم … هكذا تتسلل القوة الخفية المافياوية في البلاد التي تحكم سيطرتها عليها من خلال السيطرة على المؤسسات المالية والإعلامية والقضائية ، وبالتأكيد على كل مرابط القوة في البلاد … ميجوريل برنارد يترأس منظمةً تطلق على نفسها اسم مانوس ليمبياس ، وهي تمثل بالخفاء تلك الذراع التي تتولى الامساك بملفات الكثير من السياسيين والشخصيات الفاعلة في اسبانيا ، ولا تتحرك إلّا حينما يوعز اليها للقيام بهذا الدور في العلن ، كعصاً غليظةً ضد من تسوّل له نفسه الخروج عن النسق العام المطلوب ان تلتزم به القوى الحاكمة ، أو الطامحة الى الحكم ، وعلى رأس هذا النسق العام تأييد إسرائيل ، وتقديم الدعم اللامشروط ل " واحة الديموقراطية في الشرق الاوسط " … مثل هذه المنظمة موجودة بأسماء مختلفة في كل دولة ، وهي تضبط الايقاع حتى لا يخرج أحد عن جادة الالتزام المطلق بتأييد الكيان الصهيوني … ميجوريل برنارد هذا قوضي في مرحلة سابقة في قضايا ابتزاز ضد منافسين ومؤسسات منافسة … ولكنه تمكن من الافلات من العقاب حينما لم يتمكن الادعاء من تقديم أدلة كافية … ميجوريل برنارد هو ومنظمته مانوس ليمبياس هو من يتولى رفع القضية ضد زوجة بدرو سانشيز امام القضاء الأسباني .

سميح التايه 

2024-04-29 | عدد القراءات 23