
قام مجموعة من المصريين القدماء، في مطلع الألفية الأولى، بتحنيط طفل مصري بعد موته نتيجة إصابته بمرض مميت، يرجح أنه التهاب رئوي قاتل، وحنط جسده الصغير وأزيلت بعض أعضائه، ولفت رفاته بقطع كتانية بشكل متقاطع، وتم لصق وجه صغير على مقدمة المومياء.
وبحسب العلماء، كانت هذه "الصورة"، أو طريقة الدفن، جزءًا من تقليد شائع بين بعض المصريين في العصر اليوناني الروماني، الذين عاشوا في فترة القرن الأول وحتى القرن الثالث بعد الميلاد.
ولكن السؤال الذي حير العلماء على مدى أعوام، هو دقة هذه الصورة، وانطباقها مع صاحب الجسد الصغير المدفون في داخل هذه المومياء الصغيرة.
وبحسب مجلة "livescience" العلمية، أظهرت نتائج هذه الأبحاث أن الصورة كانت دقيقة إلى حد ما، باستثناء جانب واحد، جعل الفنان الذي رسم الصورة قبل ألفي عام تقريبا الطفل يبدو أكبر بنحو 3 أو 4 سنوات.
ونوهت الصحيفة إلى أنه، من بين ما يقرب من 1000 صورة مومياء تم استعادتها من مصر في الفترة اليونانية الرومانية، لا تزال هناك نحو100 صورة فقط ملتصقة بالمومياء.
ويعتبر المشروع هو الأول من نوعه، من حيث مقارنة صور مومياء لطفل صغير من مصر القديمة بإعادة بناء وجهه. حيث اختار الباحثون هذا الصبي الذي عثر على موميائه في ثمانينيات القرن التاسع عشر في مقبرة قريبة من هرم هوارة، جنوب غرب القاهرة.