


يعتبر التدريب الإعلامي أحد أكثر القضايا الإعلامية إثارة للجدل في الوطن العربي بشكل عام وسورية بشكل خاص نظراً لمستوى أداء وسائل الإعلام المختلفة وحدة الانتقادات المتزايدة لجملة من القضايا التي تطرحها وسقف الحريات الممنوحة للعاملين في أروقتها.
على الأرض جهود تبذل لتدريب الراغبين بالتعرف على مبادئ العمل الإعلامي الأساسية عبر منصات عدة منها ما هو أكاديمي ومنها ما هو تجاري يستغل رغبة الشباب السوري لدخول عالم الميديا لتحقيق أرباح مادية من بوابة التدريب الإعلامي.
نقابة المعلمين فرع جامعه تشرين في اللاذقية أطلقت بالتعاون مع مؤسسة مهاد ميديا الإيرانية الدورة الاعلامية الشاملة والتي قسمت على ثلاث مستويات يتضمن كل مستوى محاور عمل متعددة كصناعة الأفلام الوثائقية والمراسل الميداني والإعلام الإلكتروني وتقنيات الأداء الصوتي والعمل الإذاعي والظهور التلفزيوني بإشراف مدربين متخصصين.
ويرى عبد الكريم حسن نقيب المعلمين في جامعة تشرين بأن التدريب والتأهيل الإعلامي جزء من مهام مكتب الإعلام الفرعي في النقابة إضافة لرغبة النقابة في تأهيل الشباب الراغب من أبناء الزملاء والطلاب الراغبين بامتلاك المعرفة الإعلامية كانت الدافع وراء تنظيم الدورة وفق منهجية علمية بعيدة عن ما تشهده الكثير من الدورات الإعلامية السريعة والتي تأخذ طابع العمل التجاري وشدد حسن على استعداد النقابة توفير كل مقومات نجاح الدورة بل وتطوير أفكار مستقبلية لتحويلها لورشات عمل دورية في قضايا إعلامية تسهم برفد السوق الإعلامية بخبرات ناضجة وتقوم الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الإعلام السوري
بدوره يرى مشرف الدورة الدكتور مهند فائز نصره أنه في مثل هذه الدورات البالغة الاهمية تكتسب الكوادر ذات الرغبة في العمل بقطاع الاعلام خبرات ومفاتيح العمل الاعلامي وأضاف " في نرى ضمن فضاء العمل الاعلامي نسبه لا يستهان بها من غياب المعرفة السليمة لأساسيات وقواعد العمل الإعلامي هذا من جهة وهو ما نسعى لتلافيه وكذلك السعي لمجابهة الفوضى الإخبارية الكبيرة التي نشهدها على مواقع التواصل الاجتماعي من أشخاص عاديين لا خبره لديهم في هذا المجال يتصدرون مساحات العمل الإعلامي " وتابع "من جهة أخرى قانون الاعلام اعتبر الاعلام مهنه فكريه وحدد لها ضوابط وحصر صلاحية العمل فيها في مؤسسات ووكالات ومواقع تعمل ضمن الترخيص القانون الممنوح".
وفي السياق عبرت الدكتورة رنا جوني والمتخصصة بالأدب الفارسي والترجمة الفورية عن أهميه هكذا دورات في ترسيخ الذات الإعلامية لمن يملكون بذور المواهب الصحفية وتهيئه مجموعات شابه واعيه ناضجه لخوض مضمار الوجود لسوريا الحبيبة ضمن الحرب الإعلامية الشرسة والحصار البربري الذي تخوضه دول تدعي حريه الانسان وحريه الصحافة.
المتدربين الإعلام قضية وعمل
دانيال طرموش أحد المشاركين في الدورة يقول " بالرغم من أن دراستي الهندسة إلا أنه من صغري بحب كون اعلامي بس الظروف ما سمحت لي بصراحة وقت سمعت بالدورة فرحت وقلت انو هيك شي بكون فرصة لحلم كنت حابب يتحقق والدورة فرصة لمعظم الطلاب في ناس قوية جدا إعلامية او عندها كامل مواصفات وقدرات الإعلامي ولكن ما في حدا ينميها واجت الدورة فرصة لتنمية المواهب للاطلاع على مفهوم أوسع بالإعلام
وتعرض كندة ناصر لتجربتها بالدورة التي منحتها المتعة وحس التواصل مع الآخرين بما يكسر حاجز الخوف والخجل من الكلام مع الناس والوقفة أمام الكاميرا والآفاق اللي ممكن تفتحها الدورة بزيادة المهارة بدراستها بالأدب الفرنسي وتقول " أثبتت المرأة جدارتها بالعمل وخاصة بالإعلام ولما كنت احضر تلفزيون وشوف المذيعة قول بس اكبر بدي صير مذيعة
فالأنثى تنشد لكل ما هو مميز وحضاري لأن الإعلام أساس من أسس الحضارة".
ردينة عاقل والتي تدرس التاريخ والترجمة لغة فارسية تشير لحب وشغف الإعلام لإيمانها بدوره وقدرته على أن يكون الجهة الرقابية القادرة على إحداث علامة فارقة في ثقافة المجتمعات والشعوب وخلق مفاهيم جديدة وتغيير المزاج الشعبي وتضيف " وجودي في دورة إعداد الكوادر الإعلامية خطوة في طريق تحقيق حلمي وهو أن يكون لي دور وبصمة في هذا المجال فالوقوف أمام الكاميرا سحر لا يضاهيه أي شيء أخر خاصة عندما يكون المرء حامل لرسالة وعقيدة ونهج في الحياة
يتأسف مثنى اسماعيل على التشوهات التي أصابت الإعلام السوري من حيث الشكل والمضمون كونه يعمل فيه عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين غير الأكفاء الذين يجهلون قيمة وحقيقة الإعلام ودوره الحقيقي في المجتمع وتحوله في الفترة الاخيرة لعمل استعراضي بعيد عن الواقع ويتعمد إخفاء المعلومات الهامة لدرجة جعلت المتابع يلجأ للإعلام المعادي في بعض الأوقات
وتشير هبة تلا لانخراط المرأة السورية ضمن المجال الإعلامي الذي لم يكن سهل لما فيه من خطورة أثناء أداء الوظيفة الإعلامية وتتابع " الدورة فرصة لبناء إعلاميين ناجحين قادرين على إيصال الصوت والصورة للمجتمع ونمت لدي الثقة بالنفس فمنحتني إبداء رأيي بكل حريه وقوه وبناء شخصية إعلاميه وأيضاً نمت لدي القدره على مواجهة أراء المجتمع ومعتقداتهم فتاء التأنيث الساكنة التي قدرت أن تتفوق بسكونها على الأحرف المتحركة لن يصعب عليها المجال الإعلامي".
أما سراب سليمان طالبة الحقوق تقول " تجربتي بالدورة جديدة ومميزة فقد وقفت الظروف عائق أمام دخولي الإعلام والدورة سمحت لي كون ع تماس مباشر وقدمت فكرة واسعه عن الإعلام بالرغم من غياب التصور الواضح عن الآفاق يلي ممكن تفتحها والذي قد يتكون بنهاية الدورة وتتابع " بالنسبة لمجتمعنا بات يعتبر العمل الإعلامي متل اي عمل قد تنجذب له الأنثى ويساعد على بناء شخصيه قويه وإثبات وجودها وأهميتها بالمجتمع
ويشير أشرف فيصل شكوحي الطالب بكليه العلوم فرع الفيزياء لبعد فرعه عن الاعلام ويقول " أحب اي شيء يتعلق بالإعلام وأضع بذهني أن أصبح اعلامي بعد تعب وتدريب لمواكبة الحالة الإعلامية التي تأثرت بحرب عشر سنوات وحرب اقتصاديه تضيق على المواطن والاعلام ما عم يطرح كل شيء عم يصير".
أما سليمان ابو حمود خريج إعلام يعتبر أن "الاعلام مجال كتير واسع ومن المهم دراسة الاعلام أكاديميا وصقل الدراسة بالتدريب العملي والميداني بما يؤهل المتدرب لتنفيذ عمله عبر اكتساب الخبرات الجديدة والتفاعل الحقيقي خاصة أنا نشهد كل يوم ما هو جديد في مجال الإعلام ولازم علينا مواكبة التطورات ومجال الاعلام كما لاحظت يجذب العديد من الأشخاص الذين لم يدرسوه ولديهم الرغبة القوية للدخول فيه فنراهم يلتحقون بدورات تعليمية وتدريبية تقيمها جهات خاصة وعامة ومنهم من أثبت جدارته وتميزه بعمله عن غيره من خريجي الإعلام فسوق العمل واسع والاختصاصات كثيرة والصورة الذهنية للإعلام تغيرت في ذهن المتلقي عما كانت عليه سابقا وبات الناس يترقبون هذا التطور النوعي ويتلهفون لمتابعته ولا يمكن أن نحقق ذلك إلا بإعطاء الفرص لمن لديه القدرة والرغبة للتدرب واكتساب المهارات .