حوارات توب نيوز أنطوان نصرالله لـ «توب نيوز» و«البناء»: فرنجية سيتخذ الموقف المناسب ولن يكون حجر عثرة أمام وصول الجنرال...

حاورته روزانا رمّال ـ تحرير محمد حمية

أكد القيادي في التيار الوطني الحر أنطوان نصرالله أنّ «الوزير سليمان فرنجية لن يكون حجر عثرة أمام وصول رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد عون إلى رئاسة الجمهورية»، معرباً عن اعتقاده بأنّ فرنجية «كشخصية وطنية، يعرف أنّ الموقف الأنسب هو سحب ترشيحه لصالح العماد عون».

وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أشار نصرالله إلى أنّ «حزب الله غير محرج بلقاء معراب، لأنّ عون يدرك تماماً من لا يريده رئيساً ومن عمل لوصوله للرئاسة»، موضحاً: «لو أنّ حزب الله لا يريد عون، لكان وافق على طرح فرنجية ولما اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يعلن أنّ عون هو الممرّ الإلزامي للرئاسة».

واتّهم نصرالله السعودية بأنها «المُعرقل الوحيد لوصول عون إلى الرئاسة، لأنها لا تريد تسليم ورقة لبنان في ظلّ التفاوض على ملفات المنطقة».

واعتبر نصرالله أنّ «مبادرة جعجع فتحت الباب على مصراعيه أمام إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية وأزالت بعض الألغام، لا سيما لغم تيار المستقبل الذي كان يقول دائماً إنه مع عون إذا استطاع تأمين الموافقة والإجماع المسيحي، وهذا ما تحقق في اللقاء الأخير في معراب».

ولفت نصرالله إلى أنّ «خارطة الطريق الوحيدة للخروج من أزمتنا، هي وضع قانون انتخابي عادل ثم انتخابات نيابية ثم رئاسية»، موضحاً أنّ «حلّ السلة الكاملة المتكاملة لا يجده فقط عون وجعجع، بل يحتاج إلى حوار وتوافق بين كلّ اللبنانيين».

وتوقع نصرالله أن يخرج لبنان من إطار الحلّ الإقليمي العام، لا سيما من إطار الأزمة السورية، «لأنها ليست أزمة داخلية فقط بل هي ضمن صراع إقليمي كبير ينعكس على الأرض السورية، لكنّ لبنان يستطيع أن يخرج من أزمته وينتخب رئيساً ضمن سلة كاملة».

وفي ما يلي نصّ الحوار كاملاً

بداية، كيف تُقيِّم مشهد معراب ووثيقة «إعلان النوايا» بين «التيار» و«القوات» وما مدى حظوظها في النجاح؟

ـ منذ عودة العماد عون إلى لبنان وهو يسعى إلى جمع المسيحيين واللبنانيين. الطرفان صادقان في هذه المبادرة ومن واجباتهما تحصينها، كلّ ضمن فريقه السياسي. وبمعزل عن وصول عون للرئاسة في الوقت الحالي، لا نريد إحراق المراحل، فلا شكّ أنّ هذه المبادرة فتحت الباب على مصراعيه أمام إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية وأزالت بعض الألغام، لا سيما لغم تيار المستقبل الذي كان يقول دائماً إنني مع عون إذا استطاع تأمين الموافقة والإجماع المسيحي، وهذا ما تحقق في اللقاء الأخير في معراب.

ما هي حظوظ العماد عون في الوصول إلى الرئاسة في ظلّ استمرار «الفيتو» السعودي عليه؟

الفيتو السعودي ليس على وصول عون إلى الرئاسة، بل على أي رئيس يستطيع تغيير المعادلة الموجودة ويشارك في القرار ويكون حامياً حقيقياً للدستور وللكيان اللبناني. والسؤال: هل «المستقبل» مستعد أن يفي بالتزاماته مع عون أم أنّ هناك «فيتو» إقليمياً على وصول عون لكنّ «لمستقبل» لم يعترف بذلك؟

النائب أحمد فتفت قال إنّ موقف وزير الخارجية جبران باسيل في جامعة الدول العربية كان سبباً كافياً لرفض عون للرئاسة؟

لا أعتقد أنّ موقف باسيل في القاهرة هو سبب الرفض، بل هو حجة، ما يعني أنّ هناك فيتو إقليمياً، سعودياً بالتحديد، على عون وهذا ما يدحض كلام بعض مسؤولي تيار المستقبل بأنّ السعودية لا تتدخل في الملف الرئاسي وفي الشأن الداخلي اللبناني، ونحن اليوم بعد لقاء معراب نزعنا الاعتراض المسيحي على وصول عون إلى الرئاسة.

ما الذي دفع الرئيس سعد الحريري إلى التراجع عن تأييد ترشيح العماد عون العام الماضي؟

ـ الحريري كان صادقاً في موافقته على ترشيح عون للرئاسة لكنّ الفيتو السعودي على عون منعه من ذلك. يجب أن نميّز ما بين شخص عون وفكره. فوصول عون، وفق المعطى الإقليمي، يُعيد هيبة ودور رئيس الجمهورية ويخلط الأوراق الداخلية، لجهة تنظيم العلاقة بين رئيس الجمهورية كسلطة وباقي السلطات وهذا ما لا يريده الكثير من الأطراف الداخلية والخارجية.

ألم يكن أفضل لو تمّ اتفاق المصالحة بين عون وجعجع من خارج البوابة الرئاسية لكي لا يظهر أنّ عون تصالح مع جعجع من أجل الرئاسة؟

لقاء معراب كان نتيجة لمسار طويل بين «القوات» و«التيار»، وليس هدفه الرئاسة، بل سبقه مفاوضات وحوار منذ العام 2015 وتُرجم المسار اليوم بورقة النوايا حتى وصلت إلى تبنّي جعجع لترشيح عون للرئاسة، ولا شكّ أنّ مبادرة الحريري بترشيح سليمان فرنجية سرّعت ما حصل في معراب من قبل القوات.

ما الذي يجعلكم واثقين بنوايا جعجع وأنّ مشهد معراب ليس مجرد مناورة خصوصاً أنه ينخرط في حلف إقليمي؟

لا يمكن أن تستمر الحرب والخصام إلى النهاية، خصوصاً بين طرفين محليين كالتيار والقوات، وفي النهاية لن يتحول التيار إلى القوات ولا العكس، بل سيكون هناك اختلاف حول ملفات عدة.

هل يمكن أن يكون انتخاب الرئيس هو الحلّ أم أنّ الحلّ بسلة كاملة؟

خارطة الطريق الوحيدة للخروج من أزمتنا بوضع قانون انتخابي عادل ثم انتخابات نيابية ثم رئاسية لأنّ كلّ استحقاق دستوري يأخذنا إلى الفراغ. السلة لا يجدها فقط عون وجعجع، بل تحتاج كلّ اللبنانيين، فعندما يطرح السلة طرفان من جهة واحدة يزيد الانقسام الداخلي، وحزب الله هو من أبرز الأطراف الذين يريدون انتخاب رئيس وهو لا يعرقل الانتخاب، لكنه لا يريد تكرار تحربة جديدة كتجربة الرئيس ميشال سليمان.

هل تعتبر أنّ قانون الانتخاب دونه عراقيل؟

هناك لجنة تبحث هذا الموضوع بين «التيار» و«القوات» لكنّ الأمر يتعلق بالأطراف اللبنانية كافة، وليس فقط بالتيار والقوات. النظام الانتخابي بين المختلط والأكثري قد يكون الأفضل، كمرحلة أولى، لنصل إلى النظام النسبي أو إجراء إصلاحات بالعملية الانتخابية، لا سيما الرقابة. لن يتغير النظام إذا لم يتغير قانون الانتخاب الذي يأتي بالطبقة السياسية نفسها.

إلى أي مدى يتخوف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من دعم جعجع ترشيح عون للرئاسة؟

أعتقد أنه لا يزال ينتظر بعض المعطيات ليُحدِّد موقفه النهائي، لا سيما على الصعيد الإقليمي.

ما الذي شجّع جعجع على كسر «الفيتو» السعودي وما هي الجهة التي يتظلل بها؟

هناك منافسة بين جعجع وفرنجية، ويعتبر الأول أنّ وصول الثاني يعني القضاء عليه بشكلٍ كامل وهو قال ذلك، ويعتبر أنه طالما ذهبنا إلى مرشح من 8 آذار يجب أن نذهب إلى الشخص الأكثر تمثيلاً وهو عون. نحن كفريق سياسي لا نريد أن نخسر أحداً من حلفائنا، خصوصاً شخصية وطنية ومهمّة في الحياة السياسية كالوزير سليمان فرنجية وانسحابه لصالح عون يكون خدمة له وليس لعون أو لـفريق 8 آذار وأعتقد أنّ فرنجية بذكائه وشهامته يعرف أنّ هذا هو الموقف الأنسب.

لكنّ فرنجية أعلن استمرار ترشحه بعد لقاء معراب؟

أمامنا الكثير من الوقت، ولن نحرق المراحل، لكنّ فرنجية لن يكون حجر عثرة أمام وصول عون إلى رئاسة الجمهورية.

هناك من يقول إذا لم تنجح هذه المبادرة ستكون خطيرة جداً على لبنان وسيكون نتيجتها فقط استهداف مباشر لحزب الله وحشره وإظهار أنه عاجز عن إيصال عون إلى الرئاسة؟

حزب الله غير مُحرج، فمن يعمل في كلّ المنطقة لكي لا يتغير وجهها لن يُحرج في هذا الموضوع. أما عون فهو يدرك تماماً من لا يريده رئيساً ومن يعمل لذلك، ولو أنّ حزب الله لا يريد عون لكان وافق على طرح فرنجية ولما اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يعلن أنّ عون هو الممر الإلزامي للرئاسة.

كيف تنظرون إلى موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري وهل هو مُحرَج بدوره؟

قد يكون مُحرجاً، كرئيس للمجلس النيابي، ما بين تيار المستقبل والعماد عون وفرنجية ولا يستطيع عقد جلسة لا يشارك فيها «المستقبل». الأمر يحتاج إلى وقت، والسعودية هي المُعرقل الوحيد لوصول عون إلى الرئاسة، فلماذا ستسلم ورقة أساسية اسمها لبنان في ظلّ التفاوض على ملفات المنطقة؟ يبدو أنّ أحداً لن يذهب إلى جلسة الانتخاب قبل حصول توافق بين القوى السياسية.

رحّب وزير خارجية قطر خالد العطية بلقاء معراب وبدعم جعجع ترشيح عون وعلاقة قطر جيدة مع روسيا، فهل يمكن أن نشهد تحالفاً جديداً سينجح في انتخاب عون رئيساً مقابل فشل الجانب السعودي؟

الموقف القطري على إيجابيته، لا يكفي في اللعبة السياسية الداخلية التي تتكئ على معطى إقليمي لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، سننتظر تحولاً إيجابياً على الخط السعودي ـ الإيراني ويمكن أن يحصل تقاطع بين الطرفين على انتخاب رئيس كما حصل خلال تشكيل الحكومة الحالية.

هل تتوقع انتخاب الرئيس قريباً أم أنّ الاستحقاق مُعطّل حتى انتهاء الأزمة السورية؟

لبنان سيخرج من الحلّ الإقليمي العام، لأنّ أزمة سورية ليست فقط داخلية، بل هي جزء من صراع إقليمي كبير ينعكس على الأرض السورية. لبنان يستطيع أن يخرج من أزمته وينتخب رئيساً ضمن سلة كاملة.

يمكن متابعة هذا الحوار على قناة «توب نيوز»:

Webtv live youtube streaming channel: topnews

2016-01-22
عدد القراءت (13640)